ابحث في المدونة
إن كنت تتابع أحداث دخول Facebook إلى البورصة والتي –بالمناسبة- لم تتم بعد (وإنما الحديث يخص تقديم الشبكة لنموذج S1 الذي يسبق ذلك) فإنه –ومن دون شك- قد أذهلك عدد المستخدمين النشطين الذي “تتباهى” به الشبكة، والتي يصل -حسبها- إلى 845 مليون مستخدم نشط شهريا. لكن ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في المستخدم (أو المُفَيسبك إن شئت تسميته كذلك) حتى تعتبره Facebook نشطا؟
حسب هذا النموذج فإن المستخدم اليومي/الشهري النشط ليس ذلك المستخدم الذي يدخل إلى الشبكة عبر الحاسوب أو الهاتف فحسب، وإنما يُوصف “بالنشط” أيضا كل من يتشارك محتوى مع أصدقائه حتى وإن تم ذلك عبر أزرار المشاركة التي تعج بها مواقع الإنترنت أو عبر زر Like.
ماذا يعني ذلك؟ ولماذا تُعتبر هذه الحيثية مهمة؟ ربما هي الأسئلة التي تدور الآن في خُلدك. هذا التعريف من شأنه أن يُغير منقيمة العدد المستخدمين الفعلي الرسمي الذي أعلنت عنه Facebook، بل الأدهى والأمر من ذلك، أن هذا التعريف سيدفع إلى إعادة النظر في القُدرة الفعلية للشبكة على الاستفادة منه، فالمستخدم “النشط” الذي يقوم بتشارك المحتويات عبر الأزرار الخاصة بذلك، أو يقوم بالضغط على زر Like بين الحين والآخر لا يستعرض صفحات الشبكة للقيام بذلك، وبالتالي فإنه لا يمكن استهدافه من خلال بالإعلانات، يعني أنه مستخدم لا تستفيد Facebook من استخدامه لشبكتها.
على ضوء كل هذا فإن المدخول الضعيف الذي تجنيه Facebook من وراء كل مستخدم والذي لا يتجاوز 5.02$ يبدو منطقيا أكثر (مقارنة بـ 30$ التي تجنبيها Google أو 148.20$ التي تجنبيها Netflix)، حيث أن إجمالي هذه المداخيل لا تأتي سوى من نشاط عدد معين من المستخدمين.
كل هذا يدفع إلى التساؤل إن كانت قيمة Facebook الحالية التي تُقدر بمائة مليار دولار ليست مبالغا فيها، حيث أن هناك العديد من التحاليل التي تُشير إلى احتمال لعب المستثمرين الأوائل في الشبكة الذي طال انتظارهم لاسترجاع فوائد أموالهم والذين يبحثون عن مخرج مفيد لهم دورا في تضخيم هذا الرقم. كما أن ضعف المداخيل التي تجنبيها من وراء كل مستخدم كل تدفع المستثمرين الجدد إلى التفكير مليا قبل القيام بذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق